قدمت الفلسفة القديمـة نـفـسـهـا كـعـلاج؛ وهـذا الهـدف العلاجي ضالع بقوة في تشكيل الفلسفة القديمة. كان شكل الحيـاة في تلـك العصور الخوالي مرهقًا خشنًا، وكانت البيئـة قاسية فظـة: الخـوف مقيم والقناء مصلت والبلاء وارد معـاود. وكـان عـلى الفلسفة أن تواجه هذا كله وأن تعين المرء على هول الحياة ومرارة العيش. ومـن شأن مهمة كهذه أن تجعل الصدارة للجانب العملي من الفكـر، وأن يأتي الجانب النظري في المحل الثاني، ولا تكون له قيمة إلا بقدر مـا يترجم إلى حياة، وبقدر ما يعاش ويمارس. وفي بعض الأحيان يبدو الخطاب النظري كأنه وضـع وضـعًا، وفصل تفصيلًا، عـلى نـحـو تحايلي.
الطبعة الأولى | 2019
ترجمة : عادل مصطفى
نوع الغلاف : ورقي
الحجم : 21 × 14