كملة رئيس التحرير
سألني أحد أصدقائي ونحن على مائدة الطعام قبل سنين، عن غايتي من اتّباع أسلوب حياة صحي؛ وكان جوهر نقاشه أن الأعمار بيد الخالق وليست بيدنا. أجبتُ صديقي بأن أمد الحياة ليس هو الأهم -وإن كنتُ أضعه في الاعتبار طبعًا- بل أمد الصحة (Health Span)؛ أي البقاء بصحة جيدة طالما بقيت على قيد الحياة.
مع تقدمي نحو منتصف العمر، تطور لدي مفهوم الصحة، ولم يعد الاهتمام بالعافية البدنية والنفسية خيارًا ثانويًا يتعلق بأسلوب الحياة، بل ركيزة أساسية ومحورية لبُنيان الحياة. لنوضح الصورة قليلًا: في عمر الشباب يكون لدينا متسع من الوقت لممارسة اهتماماتنا وهواياتنا، حيث يواظب كثيرون على الذهاب إلى الصالة الرياضية ليصبحوا ذوي أجسام "مثالية" فحسب. إلا أن التحدي هو عندما نتقدم في العمر بعض الشيء وتتراكم مسؤولياتنا المهنية والشخصية، فيصبح الاهتمام باللياقة الصحية أمرًا هامشيًا لدى بعضنا.
يمكننا في مقتبل العمر التغافل والإهمال والتسويف حيال أبداننا، لكن الحاجة إلى اعتماد أسلوب حياة صحي تتزايد مع تقدمنا في العمر. فهذه الساعة التي أخصص للتمارين الرياضية يوميًا هي ما يمدّني بالمقدرة على مجابهة شتى تحديات الحياة. وبالأحرى، لدي سبب آخر للاهتمام بالصحة، وهو رغبتي في ألّا أكون -على قدر الإمكان- عبئًا على الآخرين عند هرمي ولا عبئًا على نُظم الرعاية الصحية، والتي يمكنها بذلك أن تعطي الأولوية لتحديات كبرى كمكافحة الأمراض الوراثية.
ولنا في تحقيق رئيس بهذا العدد نماذج من رياضيين نستَلهمُ منها دروسًا لحياة ملؤها الحيوية والنشاط حتى في خريف العمر. فلماذا يصر هؤلاء على ممارسة الرياضات التنافسية وكأنهم يافعون؟ وما أثر ذلك في صحة المجتمع عمومًا؟
تقرأون الإجابة بين دفتي هذا العدد، حيث نحتفي بمرور 15 عامًا على إصدار أول عدد من مجلتكم المفضلة!
تقرأ في هذا العدد: