الافتتاحية:
ملف المجلة العربية لهذا العدد يتماشى مع مناسية احتفاء المملكة العربية السعودية بيوم التأسيسي، الذي يوافق 22 فبراير من كل عام، تخليدا لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1720م، تلتها الدولة السعودية الثانية ثم الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيزين عبدالرحمن آلي سعود، طيب الله ثراه وصور ذلك التمادي الذي أقرت اليه بين الملف المخصص المكتبات ويوم التأسيس، التي تتمثل رمزيته المكانية الدرعية، الإمارة وعاصمة الدولة الأولى يكمن استحضار ما كانت عليه الدرعية جوانب الثقافة والمعرفة والعلم حيت تورد العديد من المصادر أن عطلبة العلم كانوا يقصدونها من مختلف الأقطار الحيطة بها، وعلى إثر هذه الحركة العلمية والثقافية، ومع استتباب الأمن مع قيام الدولة، ازدهرت الحركة التجارية، ما أدي المجمل إلى تشكل حركة تنموية عامة قوامها الأساسي العلم والمعرفة وتدوين المخطوطات والرسائل والشروحات والكتب. هذا هو العمل المكياني ملف المجلة لهذا العدد ممتاه الدقيق حين ينشأ بوصفه فعلي حياة حيوية نشطة خلاقة ومنتجة، لا أن يفدو كما هو سائد لدي الكثير من المجتمعات مجرد خزائن ضخمة لحفظ الكتب وأوعية المعلومات، ولهدا تتجه حركة التخطيط الحديثة لاستثمار المكتبات_اطار يجعلها نواة اجتماعية ثقافية فاعلة وحيوية، ضامة أجندة مهامها فعاليات الفنون الصلبة والناعة من مراسم تشكيل ومعارض أعمال وأمسيات موسيقى وقلتلويات وغيرها، فضلا عن محاضرات المعرفة لمختلف المجالات والتخصصات والاهتمامات، وليس مجرد حصرها مجال النقد والأدب كما هو سائد. هذا الاتجاه سيحقق فك حصار العزلة التي باتت تعانيه الكثير من المكتبات العامة جراء عزوف الناس عن زيارتها لأسباب كثيرة، أبرزها النمطية التقليدية للعمل الحالي، والاتجاه الإنساني العام نحو ما تتيحه بيئات الاتصال الرقمي من خدمات أوعية المعلومات بكل يسر وسهولة، فالكثير من الباحثين عن المعرفة سيجدونها على بعد نشرة زو الفتاح أمامه مصادر لا نهائية وبمختلف اللغات هذا فيما يتعلق بالانترنت العام. أما الإنترنت المحلي الذي يحوي قواعد البيانات المشفرة للمصرح دخولهم عبر حساب ورمزدخول فحدث ولا حرج، الأمر الذي يؤكد مجمله آن المكنيات يتحتم عليها التحرك الفعلي والجاد لتلافي ما تمر به من أزمة وجودية قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي تسأل فيه الأجيال الرقمية عن معنى مكتبات فلا تعرفه !
تقرأ في هذا العدد: